منتديات احرار العالم الاسلاميه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

السيد محمد باقر الصدر والشبهات حول أعجاز القرأن ح3

اذهب الى الأسفل

السيد محمد باقر الصدر والشبهات حول أعجاز القرأن ح3 Empty السيد محمد باقر الصدر والشبهات حول أعجاز القرأن ح3

مُساهمة من طرف ابو حوراء الثلاثاء فبراير 24, 2009 2:51 am

بسم الله الرحمن الرحيم

الشبهة الخامسة :

إنّ النقطة الاساسية التي يستند اليها الاعجاز القرآني هو عدم قدرة العرب على معارضته رغم تحدي القرآن الكريم لهم مرة تلو الاخرى. ولكن هل أنّ العرب حقيقة لم يكونوا قادرين على معارضته ؟! أو أنّ اسباباً اخرى خارجية هي التي منعتهم عن تحقيق هذه المعارضة ؟!.

وتفرض الشبهة - بصدد الجواب عن هذا التساؤل - عوامل معينة منعتهم عن تحقيق هذه المعارضة وهذه العوامل هي : -

انّ العرب الذين عاصروا الدعوة أو تأخروا عنها بزمن قليل لم يعارضوا القرآن الكريم خوفاً على انفسهم وأموالهم من المعارضة بسبب سيطرة المسلمين الدينية على الحكم. ومحاربتهم كل من يعادي الاسلام او يظهر الخلاف معه. ولا شك انّ معارضة القرآن تعتبر في نظر الحكم من أبرز أنحاء العداء والمخالفة.

وحين انتهت السلطة الى الامويين الذين لم يكونوا مهتمين بالحفاظ على الاسلام والالتزام به الامر الذي كان يفسح المجال لمن يريد ان يعارض القرآن الكريم ان يظهر معارضته.. كان القرآن في ذلك الحين قد أصبح



أمراً معروفاً في حياة الامة مألوفاً لديها بأسلوبه وطريقة عرضه بسبب رشاقة ألفاظه ومتانة معانيه فانصرف الناس عن التفكير بمعارضته لانه أصبح من المرتكزات الموروثة لهم.

ويمكن مناقشة هذه الشبهة بملاحظة النقاط التالية :

اولاً : ان تحدي القرآن الكريم للمشركين كان منذ بداية الدعوة وفي الفترة التي كان الاسلام فيها ضعيفاً تجاه قوة المشركين. وبالرغم من ذلك لم يستطع احد من بلغاء العرب ان يقوم بهذه المعارضة.

ثانياً : ان سيطرة الاسلام في اواخر عصر النبي (ص) وعصر الخلفاء الاربعة الذي جاءوا الى الحكم من بعده لم تكن تعني منع الكفار من اظهار كفرهم. فقد اقر الاسلام جماعات من الكفار على ديانتهم كما حدث ذلك لاهل الكتاب حيث كانوا يعيشون في ظل الدولة الاسلامية في طمأنينة ورفاهية لهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم. فلو كان واحد من هؤلاء قادراً على الاتيان بمثل القرآن الكريم لتصدى لمعارضته والانتصار لديانته على الاسلام.

ثالثاً : ان افتراض الخوف من المعارضة نتيجة للسيطرة الاسلامية انما يمنع من اظهار المعارضة للقرآن الكريم واعلانها. واما المعارضة السرية فقد كان من الممكن ان تتم ضمن الحدود الخاصة للمعارضين من اصحاب هذه الديانات دون ان تكون لها نتائج مضادة ولو كان من الممكن بمثل القرآن الكريم لامكن لهؤلاء ان يعارضوه ثم ينتظروا الفرصة السانحة لاظهار هذه المعارضة. خصوصاً اذا لاحظنا ان اهل الكتاب لازالوا يحتفظون بمجموعة من النصوص الدينية ويتداولونها مع أنها تتعارض مع القرآن الكريم.



رابعاً : من الملاحظ عادة ان الكلام مهما بلغ من رتبة عالية في البلاغة ومتانة الاسلوب وقوته فانّه يصبح كلاماً عادياً اذا تكرر سماعه ولذلك نرى القصيدة البليغة تصبح عادية عندما يتكرر القاؤها عدة مرات بحيث قد تبدو قصيدة اخرى اقل منها بلاغة انها ابلغ منها بسبب عدم تكرارها. وهذا يعني انّ الالفة والانس بالقرآن الكريم - لو كان كلاماً عادياً - تدعو الى ان يصبح ايسر على المعارضة والاتيان بمثله لا ان ينصرف الناس عن التفكير بمعارضته نتيجة لأُنسِهم به بالرغم من تحديه المستمر لهم وتعاليهم عليه.

الشبهة السادسة :

ان القرآن ليس معجزة وان كان يعجز جميع البشر عن الاتيان بمثله لأن المعجزة يجب ان تكون صالحة لأن يتعرف جميع الناس على جوانب التحدي فيها لأنّها دليل النبوة التي يراد بواسطتها اثبات النبوة لهم. والكلام البليغ لا يكفي في اعجازه عجز الناس عن الاتيان بمثله لا من معرفة جوانب التحدي والاعجاز فيه، من بلاغته وسمو التعبير فيه لا تتوفر الا للخاصة منهم الذين يمارسون الكلام العربي ويعرفون دقائق تركيبه وميزاته.

ويمكن ان تناقش هذه الشبهة بالمناقشات التالية :

الاولى : ان هذه الشبهة تتضمن في الحقيقة اعترافاً بالاعجاز القرآني الا انّها تحاول التهرب من ذلك باعطاء المعجزة طابعاً خاصاً يرتبط بمدى دلالتها على دعوى النبوة. فالشبهة لا تناقش الاعجاز من ناحية النقص في التركيب والمضمون القرآني وعدم ارتفاعه الى مستوى التحدي وانما تناقشه من زاوية قدرة الناس على فهم هذا الاعجاز واستيعابه.

الثانية : ان طريق الايمان بالمعجزة لا يتوقف على معرفتها عن طريق التجربة الشخصية المباشرة لها وانّما يمكن ان يتحقق عن طريق معرفة



ذوي الاختصاص والخبرة من الناس، الشيء الذي يجعلنا نصدق بالمعجزة، وهذا هو السبيل الوحيد لايماننا بكثير من حقائق الكون وخصائص عالم الطبيعة حيث يحصل لنا اليقين بها عن طريقة معرفة ذوي الاختصاص واخبارهم لنا بذلك بشكل لا يداخله الريب او الشك.

فحين يقف العرب اجمع وذوو الاختصاص من الدارسين والعلماء باتجاهاتهم المختلفة امام القرآن الكريم ويعترفون بخصائصه الاعجازية لا يبقى امامنا شك في اعجاز القرآن وارتباطه بالسماء.

الثالثة : ان فكرة الاعجاز في القرآن الكريم من الممكن ان تشرح وتوضح على نطاق واسع وليس ذلك مما يتعسر فهمها فيفهمها الناس على حدّ سواء، العربي منهم وغير العربي وذوو الاختصاص وغيرهم لان اعجاز القرآن لا يختص بالجانب البلاغي من اسلوبه بل هو المعجزة الخالدة التي لا تفنى والتي لا تختص بامة دون اخرى.

وقد اشرنا الى بعض الجوانب في الاعجاز القرآني التي لا ترتبط باسلوبه وبلاغته في ابحاثنا السابقة من علوم القرآن .

ابو حوراء

عدد الرسائل : 8
تاريخ التسجيل : 23/02/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى