منتديات احرار العالم الاسلاميه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

السيد محمد باقر الصدر والشبهات حول أعجاز القرأن ح2

اذهب الى الأسفل

السيد محمد باقر الصدر والشبهات حول أعجاز القرأن ح2 Empty السيد محمد باقر الصدر والشبهات حول أعجاز القرأن ح2

مُساهمة من طرف ابو حوراء الثلاثاء فبراير 24, 2009 2:32 am

بسم الله الرحمن الرحيم

الشبهة الثالثة :

ان اسلوب القرآن في تناول الافكار والمفاهيم وعرضها لا ينسجم مع أساليب البلاغة العربية ولا يسير على الطريقة العلمية في المنهج والعرض وذلك لانه يجعل المواضيع المتعددة متشابكة بعضها مع بعض فبينما يتحدث القرآن في التاريخ ينتقل الى موضوع آخر من الوعد والوعيد والحكم والامثال والاحكام وغير ذلك من الجهات فلا يجعل القارئ قادراً على الالمام بالافكار القرآنية، مع ان الموضوعات القرآنية لو كانت معروضة على شكل فصول وموضوعات مستقلة لكانت الفائدة المترتبة عليه أعظم والاستفادة منه أسهل وكان العرض منسجماً مع الاسلوب العلمي المنهجي الصحيح.

وتناقش هذه الشبهة على أساس النقطتين التاليتين :

الاولى : ان القرآن الكريم ليس كتاباً علمياً ولا كتاباً مدرسياً فهو ليس كتاب فقه أو تاريخ أو أخلاق وانما هو كتاب هداية وتربية وهدفه الاساس هو احداث التغيير الاجتماعي. والاسلوب القرآني خضع لهذا الهدف في طريقة العرض وفي التدرج في النزول وفي غير ذلك من الظواهر القرآنية كوجود الناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه. وهذه الطريقة في العرض من الخصائص البارزة في القرآن الكريم التي خضعت لهذا الهدف للتمكن من إحداث التأثير المطلوب في نفسية الانسان المعاصر لنزول القرآن، بل ولكل انسان يستمع للقرآن الكريم أو يقرأه.

والنتائج العظيمة التي حققها القرآن الكريم في المجتمع الجاهلي أفضل شاهد على انسجام هذا الاسلوب مع الهدف الاساس للقرآن الكريم.



الثانية : ان هذه الطريقة في العرض يمكن ان تعتبر احدى الميزات التي يتجلى فيها الاعجاز القرآني بصورة أوضح فانه بالرغم من هذا التشابك في الموضوعات تمكن القرآن الكريم من الاحتفاظ بجمال الاسلوب وقوة التأثير وحسن الوقع على الاسماع والنفوس الامر الذي يدلل على براعة متناهية وقدرة عظيمة على عرض الموضوعات وطرح الافكار.

الشبهة الرابعة :

لا شك ان ذوي القدرة والمعرفة باللغة العربية يتمكنون من الاتيان بمثل بعض الكلمات القرآنية. وحين تتوفر هذه القدرة في بعض الكلمات فمن المعقول ان تتوفر أيضاً في كلمات أخرى. وهذا ينتهي بنا الى ان نجزم بوجود القدرة على الاتيان بسورة أو أكثر من القرآن الكريم لدى امثال هؤلاء لان من يقدر على بعض القرآن يمكن ان نتصور فيه القدرة على الباقي بشكل معقول.

والمناقشة في هذه الشبهة واضحة :

لان الاعجاز القرآني يتمثل في جانبين رئيسين - كما اشرنا سابقاً - جانب الاسلوب والتركيب البياني وجانب المضمون والمحتوى والافكار. وفي كل من الجانبين لا مجال لهذا الوهم والخيال.

اما في جانب المضمون فمن الواضح ان القدرة على اعطاء فكرة أو فكرتين لا يعني القدرة على اعطاء هذا المقدار الكبير المنسجم من الافكار والمفاهيم وفي نفس الظروف الموضوعية والذاتية التي جاء فيها القرآن الكريم. والتحدي الذي شرحناه في بعض أبحاثنا السابقة كان ضمن الظروف الخاصة التي عاشها النبي محمد (ص) وجاء فيها القرآن الكريم.

واما في جانب الاسلوب فان القدرة على جملة أو مقدار من الكلمات لا يعني القدرة على تمام التركيب بعناصره المتعددة التي لا يمكن ان توجد



أو تتوفر الا ضمن التركيب بكامله. وهذا شيء واضح لا يحتاج الى برهان، فاننا ندرك بوجداننا الحياتي انّ كثيراً من الناس يملكون قدرة النطق ببعض الكلمات العربية ولكن ذلك لا يعني انهم قادرون على ان يكونوا خطباء أو أدباء أو شعراء ويتمتعون بالبلاغة والفصاحة. كما انّ كثيراً من الناس يتمكّنون من القيام ببعض الاعمال البسيطة ولكنّهم غير قادرين على القيام بالمشاريع الضخمة التي تتركب من تلك الاعمال البسيطة كمشاريع البناء والصناعة والفن.

الصرفة في الإعجاز القرآني :

ولعلّ هذه الشبهة أو الوهم هو الذي أدّى بجماعة من متكلمي المسلمين - كالنظام ومدرسته - الى ان يفسروا ظاهرة الاعجاز القرآني بانَّها نحو من الصرفة. حيث يمكن ان يكون قد وجدوا - نتيجة الانطلاق من هذا الوهم - انَّ القدرة على الاتيان بمثل القرآن الكريم متوفرة ولكن عدم توفر أشخاص يأتون بمثل القرآن كانت نتيجة لتدخل اِلهي مباشر (صرفهم) عن المعارضة والمباراة.

ولكن هذا التفسير لظاهرة الاعجاز واضح البطلان اذا كان يريدون من توفر القدرة عند بعض الناس وجودها فعلاً لديهم ولكن اللّه صرف اذهانهم عن ممارستها. وذلك :

1 - لان محاولة المعارضة قد وقعت من بعض الناس وانتهت الى الفشل والخيبة كما تحدثنا بذلك كثير من النصوص التاريخية وتدل عليه بعض الوقائع في العصر القريب من قبل بعض المبشرين.

2 - ان صرف الاذهان انما يفترض بعد نزول القرآن الكريم ومن اجل التأكد من الاعجاز القرآني ليس علينا الا مقارنة القرآن بالنصوص العربية السابقة على وجوده وملاحظة مدى الامتيازات المتوفرة فيه دونها.

نعم اذا كان يريد القائلون بالصرفة ان اللّه سبحانه له القدرة على ان



يهب انساناً ما قدرة على الاتيان بمثل القرآن ولكنه لم يفعل.. فهذا لا يعني انّ القرآن الكريم ليس بمعجزة لانّ الهدف الرئيسي من المعجزة دلالتها على ارتباط صاحبها باللّه وما دامت القدرة عليها مرتهنة بالتدخل الإلهي فلابد ان تكون لها هذه الدلالة. وعنصر التحدي في مثل هذه المعجزة يكون موجوداً مادامت ليست تحت قدرة الانسان الاعتيادي بالفعل. وهذا الشيء من الممكن ان يدعى في كل معجزات الأنبياء أو المعجزات التي يمكن ان نتصورها.

ابو حوراء

عدد الرسائل : 8
تاريخ التسجيل : 23/02/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى