منتديات احرار العالم الاسلاميه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

السيد محمد باقر الصدر والشبهات حول أعجاز القرأن ح1

اذهب الى الأسفل

السيد محمد باقر الصدر والشبهات حول أعجاز القرأن ح1 Empty السيد محمد باقر الصدر والشبهات حول أعجاز القرأن ح1

مُساهمة من طرف ابو حوراء الثلاثاء فبراير 24, 2009 1:49 am

بسم الله الرحمن الرحيم

الشبهة حول اعجاز القرآن :

لقد اثيرت حول اعجاز القرآن الكريم - من قبل المستشرقين والمبشرين - شبهات كثيرة نظراً لاهمية هذا البحث وعظمه الاهداف التي يحققها. وقد عرفنا في بحث اعجاز القرآن الادلة التي يمكن ان نستنتج منها أَن القرآن الكريم ليس صنعة بشرية وانما هو وحي الهي، ولم تكن الادلة السابقة تعتمد في الوصول الى هذه النتيجة ملاحظة الاسلوب البلاغي للقرآن الكريم. ولكن الاسلوب البلاغي للقرآن الكريم كان ولا زال احد الاسس المهمة التي اعتمدها الباحثون لاثبات اعجاز القرآن. وسوف نرى في أكثر الشبهات الآتية ان نقد القرآن الكريم فيها يعتمد على ملاحظة الاسلوب البلاغي له فحسب لغرض اسقاط هذا الدليل الذي يعتمد عليه أحياناً في اثبات اعجاز القرآن.

ويمكن تقسيم الشبهات الآتية الى قسمين رئيسين : الاول الشبهات التي تحاول ان تبرز جانب النقص والخطأ في الاسلوب والمحتوي القرآني، والثاني الشبهات التي تحاول ان تثبت ان القرآن الكريم ليس معجزة لقدرة البشر على الاتيان بمثله.

القسم الاول من الشبهات حول اعجاز القرآن :

الشبهة الاولى :

ان الاعجاز القرآني يرتكز بصورة رئيسية على الفصاحة والبلاغة القرآنية ونحن نعرف ان العرب قد وضعوا قواعد واسساً للفصاحة





والبلاغة والنطق تعتبر هي المقياس الرئيسي في تمييز الكلام البليغ من غيره. وبالرغم من ذلك نجد في القرآن الكريم بعض الآيات التي لا تنسجم مع هذه القواعد بل تخالفها الامر الذي يدعونا الى القول بأن القرآن الكريم ليس معجزاً لانه لم يسر على نهج القواعد العربية واصولها. وتسرد الشبهة بعض الامثلة لذلك.

ويمكن ان تناقش هذه الشبهة بأسلوبين رئيسيين :

الاول : ملاحقة الامثلة والتفصيلات التي تسردها الشبهة وبيان انطباقها مع القواعد العربية المختلفة وانسجامها معها. وملاحظة شتى القراءات القرآنية التي يتفق الكثير منها مع هذه القواعد، بالشكل الذي لا يبقي مجالاً لورود الشبهة عليها. وقد قام العلامة البلاغي بجانب من ذلك(1).

الثاني : مناقشة أصل الفكرة التي تقوم عليها الشبهة ومدى امكان الاعتماد عليها في الطعن باعجاز القرآن وهذا ما سوف نقوم به في هذا البحث وذلك بملاحظة الامرين التاليين :

أ - ان تأسيس قواعد اللغة العربية كان في وقت متأخر على نزول القرآن الكريم وفي العصور الاولى للدول الاسلامية بعد ان ظهرت الحاجة اليها بسبب التوسع الاسلامي الذي أدى الى اختلاط العرب بغيرهم من الشعوب. وقد كان الهدف الرئيسي لوضع هذه القواعد هو الحفاظ على النص القرآني ولغته. وقد اتبعت في استكشاف هذه القواعد طريقة ملاحظة النصوص العربية الواردة قبل هذا الاختلاط أو التي لم تتأثر به. فلم تكن عملية وضع القواعد عملية تأسيس واختراع من قبل واضعي اللغة العربية وانما هي عملية استكشاف لما كان العرب يتبعه من أساليب في البيان

______________________________
(1) الهدى الى دين المصطفى : 1/330.



والنطق خلال كلامهم ولذا كان الكلام العربي الاصيل هو الذي يتحكم في صياغة القاعدة وتفصيلاتها.

ولا شك ان القرآن الكريم كان أهم تلك المصادر التي اعتمد عليها واضعو هذه القواعد في صياغتها وتأسيسها لانه اوثق المصادر العربية والكلام البليغ الذي بلغ القمة.

وعلى هذا الاساس التاريخي لوجود قواعد اللغة العربية يجب ان يكون الموقف تجاهها ان نجعل القرآن هو القياس الذي يتحكم في صحتها وخطئها لا ان نجعل القواعد مقياساً نحكم به على القرآن. لان القاعدة العربية وضعت على ضوء الاسلوب القرآني فاذا ظهر انها خلاف هذا الاسلوب، يكشف ذلك عن وقوع الخطأ في عملية استكشاف القاعدة نفسها.

ب - ثم اذا لاحظنا موقف العرب المعاصرين للقرآن الكريم - وهم ذوو الخبرة والمعرفة الفائقة باللغة العربية - وجدناهم قد اذغنوا واستسلموا للبلاغة القرآنية وتأثروا بها وذلك ايماناً منهم بانه يسير على أدق القواعد والاساليب العربية في البيان والتعبير، ولو كان في القرآن الكريم ما يتنافى مع قواعد اللغة العربية وأصولها لكان من الجدير بهؤلاء الاعداء ان يتخذوا ذلك وسيلة لنقد القرآن ومنفذاً للطعن به.

الشبهة الثانية :

ان القرآن قد تحدث عن قصص الانبياء كما تحدثت الكتب الدينية الاخرى كالتوراة والانجيل عنها وعند المقارنة بين ما ذكره القرآن وما ورد في التوراة والانجيل نجد القرآن يخالف تلك الكتب في حوادث كثيرة ينسبها الى الانبياء واممهم الامر الذي يجعلنا نشك في ان يكون مصدر القرآن الوحي الإلهي لسببين :



الاول : ان هذه الكتب من الوحي الالهي الذي اعترف به القرآن واذا كان القرآن وحياً الهياً أيضاً فلا يمكن ان يناقض الوحي نفسه في الاخبار عن حوادث تاريخية واقعية.

الثاني : ان هذه الكتب لازالت تتداولها امم هؤلاء الانبياء وهم بطبيعة ارتباطهم الديني والاجتماعي بأنبيائهم لابد وان يكونوا أدق اطلاعاً على أحوالهم من القرآن الذي جاء في امة ومجتمع منفصل عن تاريخ هؤلاء الانبياء.

وهذه الشبهة - كسابقتها - لا يمكن ان تصمد للمناقشة اذا عرفنا ان هذه الكتب الدينية قد تعرضت للتحريف والتزوير - كما سوف نتعرض الى ذلك في بحث مستقل - وكان أحد أسباب التحريف هو الانفصال التأريخي الذي وقع بين الانبياء واممهم الامر الذي جعلهم غير قادرين على الاحتفاظ الديني. وقد أشار القرآن الكريم الى هذه الحقيقة عند حديثه عن امم هؤلاء الانبياء والجماعات التي نزلت فيهم هذه الكتب.

بالاضافة الى ان ملاحظة محتوى الخلاف بين القرآن الكريم والكتب الدينية الاخرى يدعونا بنفسه للايمان بصدق القرآن الكريم، بعد ان نجد التوراة والانجيل يذكران في قصص هؤلاء الانبياء مجموعة من الخرافات والاوهام يتجاوزها القرآن الكريم، وينسبان الى الانبياء اعمالاً ومواقف لا يصح نسبتها اليهم ولا تليق برسل اللّه والقوّام على شريعته ودينه بل لا تليق بمصلحين عاديين من عامة البشر كما يتبين ذلك بوضوح عند المقارنة بين القرآن والكتب الدينية الاخرى(1).

وقد عرفنا في بحث اعجاز القرآن ان احدى النقاط المهمة التي يظهر فيها اعجاز القرآن الكريم عرضه لقصص الانبياء وحوادثهم بشكل

______________________________
(1) يمكن مراجعة كتاب الهدى الى دين المصطفى للبلاغي ج 2 في هذه المقارنة.



يبعث اليقين في نفوسنا ان مصادر هذا العرض ليست هي الكتب الدينية، ثم يأتي هذا العرض منسجماً ومؤتلفاً مع النظرة الواقعية للأنبياء والرسل الامر الذي يدلل على أنّ مصدره هو الوحي الإلهي.

من كتاب علو القرآن للسيد محمد باقر الصدر قدست نفسه الزكية .

ابو حوراء

عدد الرسائل : 8
تاريخ التسجيل : 23/02/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى