خطر قلة الماء في العراق

طالب عضو لجنة الزراعة والمياه والاهوار في مجلس النواب كريم محسن اليعقوبي الحكومة والجهات المختصة بإعطاء ملف المياه أولوية وأهمية استثنائية والاستفادة من علاقات العراق الجيدة مع الدول الكبرى للتأثير والضغط على تركيا
من اجل تامين حصة مائية عادلة للعراق،مشيرا إلى أن ناقوس خطر الجفاف قد دق بالعراق وان تأثيراته كارثية وقد تؤثر حتى على مسيرة العملية السياسية في البلد. وقال اليعقوبي مما لاشك فيه أن الجفاف وشحة المياه ظاهرة عالمية شملت مساحات واسعة من الدول وأثرت على اغلب سكان الكرة الأرضية ، مبينا أن الزيادة السكانية الهائلة في نفوس دول العلم والتلوث البيئي والتغيرات المناخية وارتفاع حرارة الأرض وسوء استخدام المياه أثرت بشكل كبير وسلبي على توفير المياه الصالحة للشرب وللاستعمالات الزراعية والصناعية وغيرها. وأضاف لقد أصبحت هذه المشكلة تقلق بال الكثير من السياسيين وقيادات الدول والمهتمين بهذا المجال وربما ستكون مشكلة المياه محور الصراعات السياسية في العقود القادمة . أما بالنسبة للعراق فأوضح اليعقوبي انه يعاني كثيرا من شحة المياه والجفاف وانحسار سقوط الإمطار والتي أثرت بشكل سلبي على الإنتاج الزراعي وتحولت الكثير من الأراضي الزراعية إلى أراضي صحراوية غير صالحة للزراعة وأدت إلى قلة الغطاء النباتي والى تعرية التربة وازدياد الكثبان الرملية مما زاد من تكون العواصف الترابية والتي أثرت بشكل سيئ على البيئة وصحة المواطنين. وبين أن من أهم الأسباب الأساسية في شحة المياه هو انخفاض منسوبي نهري دجلة والفرات وهما الشريان النابض بالحياة في العراق وسبب الانخفاض هو عدم تعاون البلدان المتشاطئة في المياه مع العراق في تامين حصة عادله للعراق من المياه ، فتركيا التي تعتبر بلد المنبع للنهرين قد أقامت السدود والخزانات العملاقة مثل سد آليسا وسد أتاتورك وغيرها دون الأخذ بنظر الاعتبار حصة العراق المائية مما خفض مستويات المياه بشكل كبير في النهرين . وأشار إلى إن هناك قوانين دوليه تنظم وتحافظ على الحصص المائية للدول المتشاطئه ولا تسمح لدول المنبع من أن تمنع اوتقلل حصة الدول التي تشترك معها في المياه فالمياه متاحة للجميع ولا يجوز استخدامها كأوراق سياسيه للضغط على أي دولة. وأضاف لقد حاول العراق ومن فتره طويلة أن يعمل على عقد اتفاقيه مع تركيا وإيران وسوريا لغرض تحديد حصته المائية ألا أن كل الجهود لم تفلح في عقد مثل هذه الاتفاقيات وقد استخدمت المياه كورقه سياسيه للضغط عليه . وتابع بالقول هذه الأيام يعقد مؤتمر دولي حول المياه في اسطنبول تشارك به اغلب دول العالم والأمم المتحدة والمنظمات المعنية بالمياه وشارك العراق بوفد كبير وعالي المستوى تمثل برئيس الجمهورية جلال الطالباني ووفد من مجلس النواب العراقي ومجموعة من الوزراء والمختصين لتوجيه رسالة ضغط من خلال الدول المشاركة للتأثير على تركيا وحثها على توقيع اتفاقية تحدد وتنظم حصة العراق المائية في نهري دجله والفرات. وأعرب اليعقوبي عن أمله بأن يسفر هذا الحضور عن نتائج ايجابيه فالوضع المائي في العراق حرج للغاية والصيف قد اقبل والأراضي الزراعية تعاني الجفاف ومحطات التصفية لاتؤمن ماء صالحا للشرب وأهل الاهوار مهددون بتركها لقلة ورود الماء أليهم وازدادت نسبة التلوث في النهرين بسبب تفريغ محتويات شبكات المجاري والصرف فيها وتأثر قطاع الصناعة وكل مجالات الحياة