منتديات احرار العالم الاسلاميه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اخلاق الصدر

اذهب الى الأسفل

اخلاق الصدر Empty اخلاق الصدر

مُساهمة من طرف هواري الأربعاء مارس 04, 2009 12:11 am

أخلاق السيد الشهيد :

سمة أخرى من سمات هذا العالم الرباني، ضرب بها أروع الأمثلة، و هي دروس عملية في الأخلاق جسّد بها قيم أهل البيت و أخلاقهم السامية .

إن معظم الذين التقوا به، أو حضروا مجلسه العام، من عامة الناس و خاصتهم أحسوا بتلك السمة، كان يقوم إحتراما لكل وافد عليه، و يحترم كل أحد و يستبشر بكل زائر، يحب الناس من قلبه و أعماقه، و يكفي لكي يدخل هذا الرجل الى قلبك أن تلتقيه أو تجالسه مرة واحدة، فسوف تشعر وقد امتلأ كيانك بحبّه.

و ما من شك في أن أهم المقوّمات التي يجب ان تتوفر في القائد هو هذه الروح الأخلاقية العالية، و هذه الشفافية الكبيرة " فبما رحمة من الله لنت لهم و لو كنت فظآ غليظ القلب لانفضوا من حولك " و كان شهيدنا الصدر كذلك رحيمآ بالمؤمنين، لينآ لهم، ينبع حبه من أعماق قلبه .

و هنا نسجل بعض النماذج مما كان من خلقه، و هي تقصر عن التعبير الكامل مما كانت تحمله روحه من سمو و علو.

- طلب أحد الطلبة إجتماعا خاصا بالسيد الشهيد، و في هذا للقاء طلب مساعدة مالية ليتمكن من إجراء عملية جراحية لزوجته، و كان وضعها حرجا من هذه الناحية. كان الوضع المالي للسيد الشهيد في تلك الفترة يعاني ضيقا و شدة، و مع ذلك أخرج مائة دينار و سلمها إياه، و اعتذر من قلته، أخذها الرجل حامدا شاكرا، و كان هذا المبلغ في ذلك الحين لا باس به. تحدث هذا الرجل في مجلس من المجالس النجف عن كرم السيد الشهيد و أريحيته، و ذكر قصته معه، فتحفز أحد الحاضرين - طمعآ في المال لا لحاجته إليه - ليكرر ما يشبه تلك القصة فجاء يطلب المال لحاجة ذكرها، و اعتذر السيد الشهيد بعدم توفر المال لديه، و أوعده أنه متى ما توفر فسوف يحقق له ما يريد.

ظن هذا الرجل أن هذا الإعتذار تبرير لحرمانه و منعه من العطاء، و ليس عذرآ واقعيآ فانهال على السيد الشهيد يكيل التهم و الشتائم، فقال له : " إنكم تصرفون الحقوق الشرعية لشراء الذهب لنسائكم و بناتكم، تبنون القصور، و تشترون السيارات، قبل يومين جاء فلان فأعطيته مائة دينار، و أنا اليوم أطلب منكم فلا تعطيني " .

أما السيد فظّل صامتآ يستمع إليه و حاول تهديته بما يمكن، لكن لم تجد معه تلك المحاولات. كنت قد قررت و أنا أسمع إلى وقاحته أن ألقنه درسآ فقد تملكني الغضب و الإنفعال و كان السيد الشهيد قد لمح ذلك في وجهي

فلما أراد الخروج خرجت معه إلى باب المكتبة، فأمرني السيد الشهيد بالجلوس، و ظل ساكتا حتى سمع صوت غلق باب المنزل حيث تأكد من خروجه، هنا قال لي : " ماذا كنت ستفعل؟ فأخبرته بما كنت عزمت عليه. فقال: لا بأس عليك، إنني أسمع أكثر و أقسى مما سمعت، و يجب عليك أن ترتفع بأخلاقك إلى مستوى المسؤولية، فإني بالرغم مما سمعت من هذا الرجل من تهم و شتائم، فإنني لا أحمل عليه حقدآ و لا كرهآ، لأنه لو اطلع على أوضاعي لما صدر منه ما صدر، و سوف يأتي اليوم الذي يندم فيه، و يصلح خطأه"

و شاء الله عزوجل أن يأتي هذا اليوم، و جاء الرجل يعتذر يقبل يد السيد الشهيد و رجله، و عندها ذكرني بما نصحني به و قال، هكذا يجب أن نتعامل مع الناس .

- بلغه أن أحد أبناء المراجع قال لمدير أمن النجف: " ماذا تنتظرون بالصدر، هل تريدونه خمينيآ ثانيآ في العراق، لماذا لا تعدمونه .. " فقال رضوان الله عليه لما بلغه ذلك : " غفر الله لك يا فلان، إن قتلوني اليوم، قتلوكم غدآ .... "

- كتب سماحة السيد الحائري في مذكراته عن هذا الجانب ما يلي :

" انفصل أحد طلابه عن درسه و خطه الفكري الإسلامي، ثم بدأ يشتمه و ينال منه في غيابه أمام الناس، و كان كثير من كلماته تصل إلى مسامع أستاذنا العظيم، و كنت ذات يوم جالسآ بحضرته الشريفة، فجرى الكلام عن هذا الطالب الذي ذكرناه، فقال رضوان الله عليه " أنا لا زلت أعتقد بعدالة هذا الشخص و أن ما صدر منه ناتج من خطأ في اعتقاده، و ليس ناتجآ من عدم مبالاته بالدين "

هذه نبذة مختصرة عن هذا الجانب في حياته، و هذه النبذة تقصُر عن التعبير، إنما أردنا بها الإشارة فقط .
هواري
هواري

عدد الرسائل : 71
تاريخ التسجيل : 18/02/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى