منتديات احرار العالم الاسلاميه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مواعظ الامام الصادق (عليه السلام)

اذهب الى الأسفل

مواعظ الامام الصادق (عليه السلام) Empty مواعظ الامام الصادق (عليه السلام)

مُساهمة من طرف احدى الحسنيين الثلاثاء مارس 03, 2009 10:56 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرج قائم ال محمد
عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
«قال سليمان بن داوود (عليه السلام): أوتينا ما أوتي الناس وما لم يؤتوا، وعلِّمنا ما علِّم الناس وما لم يعلَّموا، فلم نجد شيئاً أفضل من خشية الله في الغيب والمشهد، والقصد في الغنى والفقر، وكلمة الحق في الرضا والغضب، والتضرع الى الله عزّ وجلّ في كل حال»(9).
يقول النبي سليمان على نبينا وآله وعليه السلام: إنّ الله تبارك وتعالى أعطانا كل النعم التي أعطاها للناس وخصّنا بنعم لم يعطها لهم، وأعطانا كل العلوم التي عند الناس وخصّنا بعلوم لم يعطها لهم، فلم نجد من بينها كلها شيئاً أفضل من أربعة أمور:
1 ـ الخوف والخشية من الله تعالى في السر والعلن والغيب والمشهد.
2 ـ القصد والإعتدال في الغنا والفقر والضيق.
3 ـ قول الحق في حال الرضا والراحة والهدوء وفي حال الغضب والسخط. فإن إحدى المخاطر التي تهدد الناس هي هذه المسألة، حيث إنهم في حالتهم العادية حيث الراحة والطمأنينة يقولون الحق، ولكنّهم في حال الغضب يفلت زمام الأمور من أيديهم وينطلق لسانهم بالقول الباطل والقبيح.
4 ـ التضرّع والإستغاثة والطلب من الله تعالى في كل الحالات سواء كان يواجه المخاطر والأحداث أم لا. فإن التضرع والطلب من الله تعالى عمل مرضي ومحبوب لله وقد رغّب وحثّ عليه الله في القرآن الكريم فقال {ولولا إذ جاء بأسنا تضرّعوا}.
ولكن يجب الإلتفات الى أنّ التوفيق الى هذه الأمور لا يحصل للإنسان دائماً، وما أكثر الأسباب المانعة من حصول هذه النعمة. ولذلك قال الله تعالى (ولكن قست قلوبهم)، وذلك لأن الإنشغال بالمظاهر الدنيوية يوجب قسوة القلب، وقسوة القلب تمنع من حصول التضرّع، وإذا لم يتضرّع الإنسان فإنّ باب الفرج يغلق أمامه.
__________________
(9) الخصال / باب الأربعة / ح 246 .
__________________
سبحانك ربي ما احكمك
سبحانك ربي ما اعدلك
سبحانك ربي ما ارحمك

من مواعظ الإمام أبي جعفر الصادق(عليه السلام) (3)
عن سفيان الثوري قال : «لقيت الصادق جعفر بن محمد عليه السلام فقلت له: يا ابن رسول الله أوصني.
فقال لي: يا سفيان لا مروءة لكذوب، ولا أخ لملوك، ولا راحة لحسود، ولا سؤدد لسيّء الخلق.
فقلت: يا ابن رسول الله زدني.
فقال لي : يا سفيان، ثق بالله تكن مؤمناً، وارض بما قسم الله لك تكن غنياً، وأحسن مجاورة من جاورته تكن مسلماً، ولا تصحب الفاجر فيعلمك من فجوره، وشاور في أمرك الذين يخشون الله عزّ وجلّ»(8).
المروءة مشتقة من مادة «مرء» والمراد بها الفتوّة والرجولة والشجاعة.
والإنسان الكذوب لا مروءة ولا شجاعة لديه.
والأشخاص الذين يتصدرون دفة الحكم والسلطنة والقدرة أي الملوك والسلاطين لا يوجد لهم أخ، لأن الذين يتقربون إليهم هدفهم من ذلك ثروتهم وسلطتهم وليس غرضهم الصداقة والمودة لهم.
والحسود ليس لديه راحة لأنه يوجد في داخله ما يبعث على العذاب والألم والحسرة.
والشخص الذي تكون أخلاقه سيئة في معاشرته للناس لن يصل الى السيادة أبداً ولا يعيش مرتاحاً على الإطلاق .
وأما الثقة بالله تعالى فالوثوق والاطمئنان والاعتماد على الله تعالى يساوي الإيمان. لأن المؤمن الحقيقي هو الذي يعتمد ويثق بالوعود الإلهية الواردة في القرآن الكريم كإستجابة الدعاء مثلاً (أدعوني أستجب لكم) أو النصرة الإلهية (ولينصرنّ الله من ينصره).
وإذا لم يستجب دعاؤه في مورد ما فلا يشك في الوعد الإلهي بل يبحث ويفتش عن المانع الذي حال بينه وبين الإجابة.
وأما الرضا بما قسم الله له والتسليم به فهذا يجعله غنياً عن الناس فلا يمدُّ يد الحاجة إليهم ولا يستعطيهم لأنه يشعر بالكفاف. طبعاً هذا لا يعني أن الإنسان لا يسعى ولا يجد في حياته بل يجب عليه الجدّ والكد والسعي ولكن يقنع بالعطاء الإلهي ولا يأكله الحرص والطمع ولا يمد عينه نحو مال الآخرين.
وأما مجاورة الجار فلا بد أن تكون حسنة ولطيفة فيتعامل مع جاره بالإحسان والمودة، وأما الفسّاق والفجار فهؤلاء يجب الاجتناب عن صحبتهم لأنهم يعلّمون الفسق والفجور.
وإذا أراد المشورة في أمر ما فعليه أن يشاور التقي الورع الذي يخاف الله تعالى لأنه لا يشير عليه إلا بما يراه خيراً وصلاحاً.
__________________
(8) الخصال / باب الثلاثة / ح222.
__________________
سبحانك ربي ما احكمك
سبحانك ربي ما اعدلك
سبحانك ربي ما ارحمك

احدى الحسنيين

عدد الرسائل : 12
تاريخ التسجيل : 14/02/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى